أخبار عربية ودولية

ترامب يدرس خيار التدخل العسكري وسط تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي: “فوردو” تحت المجهر الأميركي

في خضم التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، لا يزال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يبحث خيارات التدخل العسكري، بينما يستمر القصف المتبادل دون أن يُرجّح كفة أحد الطرفين عسكريًا.

ورغم نجاح الجيش الإسرائيلي في اغتيال قادة عسكريين إيرانيين وتدمير منشآت فوق الأرض، تظل فعالية تلك الضربات موضع تساؤل، لا سيما فيما يتعلق بمنشأة “فوردو” النووية، التي تُعد قلب البرنامج النووي الإيراني، حسبما يرى بهنام بن طالبلو، الباحث في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”.

“فوردو”: منشأة يصعب اختراقها

تقع منشأة فوردو على بُعد نحو 95 كيلومترًا جنوب غرب طهران، داخل جبل على عمق يُقدّر بين 80 و90 مترًا. وقد صُممت لتتحمل الضربات الجوية وحتى القنابل الخارقة للتحصينات. ووفقًا لاتفاق 2015 النووي، أوقفت إيران التخصيب في المنشأة لفترة، لكنها استأنفته بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018، مؤكدة أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.

وتشكل فوردو تحديًا كبيرًا للقدرات العسكرية الإسرائيلية؛ إذ تفتقر إسرائيل إلى قنابل قادرة على تدمير منشآت بهذا العمق، مثل القنبلة الأميركية “GBU-57” التي تزن نحو 13 طناً، والمُصممة خصيصًا لاختراق التحصينات العميقة.

القنبلة الأميركية “GBU-57”: السلاح المرجّح في حال التدخل

في حال قرر ترامب المضي قدمًا في دعم إسرائيل عسكريًا، فإن الجيش الأميركي قد يلجأ إلى استخدام قنبلة “GBU-57″، وهي القنبلة الوحيدة القادرة على تدمير منشآت نووية محصنة على غرار فوردو. تُعرف هذه القنبلة باسم “الذخيرة الخارقة الضخمة”، وتحمل رأسًا حربيًا يزن 2,700 كيلوغرام، وقادرة على اختراق ما يصل إلى 61 مترًا من الخرسانة قبل أن تنفجر.

يُشار إلى أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تمتلك هذا السلاح، ويُطلق حصريًا من قاذفات الشبح الاستراتيجية “B-2 Spirit”، القادرة على حمل قنبلتين في طلعة واحدة. وتُتيح استراتيجية الضربات المتتالية باستخدام عدة قنابل اختراقًا أعمق، وتعزيز التأثير التدميري الإجمالي.

السلاح الإسرائيلي محدود الاختراق

رغم امتلاك إسرائيل قنابل خارقة مثل “GBU-28” و”BLU-109″، إلا أن قدرتها على اختراق التحصينات العميقة تبقى محدودة مقارنة بـ “GBU-57”. وتُستخدم هذه القنابل عادةً عبر مقاتلات من طراز “F-15”. وقد أفادت تقارير إعلامية عام 2024 بأن إسرائيل استخدمت قنابل “BLU-109” لاستهداف زعيم حزب الله حسن نصر الله في مقره المحصن تحت الأرض في بيروت.

تصعيد مستمر ومخاوف من التلوث الإشعاعي

ترافق القصف الإسرائيلي المستمر مع تدمير جزئي لمنشآت نووية أخرى، أبرزها موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم، الذي يُعتقد أن الهجمات دمّرت أقسامه السطحية وتسببت بانقطاع الكهرباء، ما أثر على العمليات تحت الأرض. كما طالت الهجمات منشآت أخرى في أصفهان.

وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من خطر التلوث الإشعاعي أو الكيميائي نتيجة استمرار التصعيد، مؤكدًا في جلسة طارئة للوكالة في فيينا أن مستويات الإشعاع لا تزال طبيعية حاليًا، إلا أن الوضع قابل للتغير في حال استمرار الهجمات.

“فوردو”: الهدف المحوري في الحرب النووية المحتملة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحملة الإسرائيلية تهدف إلى “تفكيك القدرات النووية والصاروخية الإيرانية”، واصفًا إياها بأنها تهديد وجودي. وفي هذا السياق، أكد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، أن “فوردو يجب أن تُدمّر بالكامل”، ما يعكس تحولًا محتملاً في طبيعة المواجهة إذا ما دخلت واشنطن رسميًا على خط الهجوم المباشر ضد المنشآت النووية الإيرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى